ما علاقة المشي السريع بفشل القلب؟

تشير الأبحاث إلى أنّ المشاة السريعين أقل عرضة للإصابة بفشل القلب من الذي يمشون بشكل أبطأ.

وفي هذا السياق، نشر موقع “ديلي ميل” البريطاني مقالا ترجمه موقع “صوت بيروت إنترناشونال” جاء فيه ..

قام العلماء في جامعة براون في رود آيلاند، بتتبع صحة 25000 امرأة فوق سن 50، اللواتي أبلغن عن سرعتهن في المشي.

كانت النساء اللواتي ادعين المشي بوتيرة متوسطة أي بين 2-3 ميل في الساعة، أقل عرضة للإصابة بفشل القلب بنسبة 27 في المائة من المشاة العاديين، المصنفين على أنهم يمشون أقل من 2 ميل في الساعة.

والنساء اللواتي لديهن أسرع وتيرة للمشي، أي أكثر من 3 ميل في الساعة، يواجهن مخاطر أقل بنسبة 34 في المائة.

إنّ فشل القلب، أي عندما يصبح العضو ضعيفاً جداً أو صلباً لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، لا يمكن علاجه عادة. ولكن يمكن إدارة الحالة من خلال تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو الجراحة.

وقال الباحثون أنّ المشي السريع قد يكون أكثر لياقة ويؤدي إلى صحة أفضل للقلب والأوعية الدموية، مما يقلل من المخاطر.

لكن المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور تشارلز إيتون قال أنّ النتيجة تظهر أنّ سرعة المشي هي علامة على صحة القلب.

وقال: “تؤكد هذه الدراسة دراسات أخرى توضح أهمية سرعة المشي في الوفيات ونتائج القلب والأوعية الدموية الأخرى.”

“نظراً لأنه يوجد وقت محدود لممارسة الرياضة، غالباً ما يتم اعتبارها كحاجز أمام النشاط البدني المنتظم، فإنّ المشي بشكل أسرع ولكن لوقت أقل قد يوفر فوائد صحية مماثلة للدقائق الموصى بها والتي تبلغ 150 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني المعتدل.

وأضاف الباحثون أنّ الدراسة يمكن أن تساعد في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بقصور القلب، وذلك عن طريق قياس وتيرة المشي، والذين قد يستفيدون من زيادة لياقتهم البدنية وممارسة الرياضة.

يصيب قصور القلب، وهو الأكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، حوالي 900000 بريطانياً و6.2 مليون أمريكياً.

يعاني حوالي أربعة في المائة من الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عاماً و11 في المائة ممن تزيد أعمارهم عن 80 عاماً من قصور القلب، وفقاً للباحثين.

فحصوا قاعدة بيانات تحتوي على السجلات الصحية لـ 25183 امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاماً وقد أبلغن عن سرعة المشي. تم تتبع المشاركين لمدة 17 عاماً، في المتوسط.

قسمهم الفريق إلى ثلاث مجموعات بناء على سرعتهم: المشاة العاديين ومتوسطي السرعة والسريعين.

بعد أخذ العمر والعوامل الصحية الأخرى في الاعتبار، وجد الباحثون أنّ أولئك الذين ساروا بوتيرة متوسطة كانوا أقل عرضة بنسبة 27 في المائة للمعاناة من قصور القلب من أولئك الذين لديهم وتيرة عادية.

وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة، أيضاً أنّ النساء اللواتي انتقلن بوتيرة سريعة كنّ 34 في المائة أقل عرضة للإصابة بفشل القلب من المشاة العاديين.

ارتبط المشي السريع لمدة تقل عن ساعة كل أسبوع بنفس الحد من المخاطر مثل المشي بوتيرة طبيعية أو بطيئة لمدة ساعتين في الأسبوع.

وقال الباحثون أنه إذا كانت الوتيرة السريعة بعيدة المنال جسدياً بالنسبة لبعض النساء، فإنّ تحقيق وتيرة متوسطة وحضور دروس المشي قد تكون مفيدة لهنّ.

ارتبط المشي الأسرع أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى.

كان لدى المشاة متوسطي السرعة والسريعين حوالي 27 في المائة انخفاض خطر تشخيص حالة تؤدي إلى ضخ القلب دم أقل مما ينبغي، والمعروفة باسم كسور الطرد المخفضة.

قد يعود ذلك لأنّ المشي البطيء مرتبط بانخفاض كتلة العضلات وزيادة خطر الإصابة بفشل القلب، فضلاً عن كونها علامة على وجود اللياقة القلبية التنفسية، التي تقلل من خطر الإصابة بقصور القلب، بحسب الباحثين.

ولكن نظراً لأنّ الدراسة كانت قائمة على الملاحظة، قال الباحثون أنّ العوامل الطبية أو عوامل نمط الحياة الأخرى يمكن أن تكون وراء انخفاض معدلات قصور القلب.

من غير الواضح ما إذا كان تشجيع النساء الأكبر سناً على زيادة وتيرة المشي من تلقاء نفسهن سيقلل من المخاطر لأنّ العوامل الأخرى تلعب دوراً حيوياً.

ومع ذلك، قال الفريق أنّ دراسة بريطانية سابقة شملت 27000 امرأة، والتي وجدت أنّ المشاة السريعين أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 20 في المائة من المشاة البطيئين، تدعم النتائج التي توصلوا إليها.

https://news.google.com/publications/CAAqBwgKMJOjlgsw9setAw?oc=3&ceid=SA:ar

أضف تعليق

السابق التالي