بقرية بانمنجوم (Panmunjom) الحدودية، وقّعت كل من كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية اتفاقية الهدنة يوم 27 يوليو 1953. وقد جاءت هذه الهدنة لتنهي حربا استمرت لسنوات بين الجارتين وأسفرت عن سقوط ملايين القتلى. وعلى الرغم من هذه الهدنة التي أنهت العمليات القتالية بين الطرفين، شهدت العقود التالية حالة من التوتر بين الكوريتين. وخلال أكثر من مناسبة، كادت الحرب تستعر مجددا بشبه الجزيرة الكورية، خاصة مع تواصل سباق التسلح والمناوشات الحدودية بين الطرفين.
محادثات بين الطرفين
أواخر الستينيات، تدهورت العلاقات بين الكوريتين بشكل مثير للقلق. وما بين عامي 1966 و1969، شهدت المنطقة منزوعة السلاح بين الطرفين اشتباكات منخفضة المستوى أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وبشكل لافت للانتباه، اتجهت الأزمة بين البلدين للانفراج عقب ظهور قنوات تواصل. في يوم 2 مايو 1972، أرسل الرئيس الكوري الجنوبي بارك شونغ هي (Park Chung-hee) رئيس جهاز المخابرات المركزية الكورية لي هو راك (Lee Hu-rak) نحو بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم إل سونغ (Kim Il-sung) بهدف مناقشة تحسين العلاقات بين الجارتين والبحث في سبل إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية.
إلى ذلك، مثّل كيم يونغ جو (Kim Yong-ju) الجانب الكوري الشمالي بهذه المحادثات. وإضافة لكونه الشقيق الأصغر للزعيم الكوري الشمالي، شغل كيم يونغ جو منصب مدير إدارة التنظيم والإرشاد باللجنة المركزية بالحزب الحاكم بكوريا الشمالية.
استمرت هذه المحادثات بين الكوريتين ما بين يومي 2 و5 مايو 1972 دون أن تسفر عن نتائج ملموسة. وأواخر نفس الشهر، زار وفد كوري شمالي سيول لإجراء محادثات إضافية مع بارك شونغ هي حول مستقبل شبه الجزيرة الكورية.
بيان مشترك
وضمن سابقة تاريخية فريدة من نوعها، أعلن المسؤولون بكلا الكوريتين يوم 4 يوليو 1972 عن توصلهما لبيان مشترك. وقد وقّع هذا البيان، الأول من نوعه بين الطرفين منذ نهاية الحرب، من قبل كل من بارك شونغ هي وكيم يونغ جو خلال نفس اليوم.
وبموجب هذا البيان المشترك، تعهدت الكوريتان بإنهاء حالة عدم التفاهم وغياب الثقة بينهما كما أكدتا على ضرورة تخفيف حدة التوترات المتصاعدة والسعي نحو إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية.
وضمن بنود هذا البيان المشترك، أكدت الكوريتان على ضرورة تحقيق الوحدة بشكل مستقل دون تدخل وإملاءات من القوى الخارجية.
أيضا، تعهد الطرفات بتحقيق الوحدة الكورية بطرق سلمية دون اللجوء للسلاح وإنشاء دولة تقبل باختلاف التوجهات الأيديولوجية والفكرية.
إرسال تعليق