بالصور.. تعرف أكثر على العنكبوت الملون المصاب بعمى الألوان

بأعينهم الساطعة وأرجلهم ذات اللون القرمزي، قد تبدو ذكور أنواع عنكبوت القفز الملونة الشريك المميز للإناث.

وفي الدراسة التي نشرها موقع “ديلي ميل”، ونشرها موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، فقد اتضح للباحثين، أنه فعلى الرغم من أننا نستطيع رؤية اللون الأحمر الزاهي الذي يزين أجسادهم، إلا أنّ العناكب نفسها لا تستطيع ذلك.

وذلك لأن سايتيس باربيبس، وهو عنكبوت قفز شائع موجود في أوروبا وشمال إفريقيا، هو في الواقع مصاب بعمى الألوان، وفقاً لدراسة جديدة.

وجد فريق دولي من الباحثين من جامعة سينسيناتي وجامعة هامبورغ أنّ العناكب تفتقر إلى المستقبلات الضوئية للأحمر في عيونهم.

ولقد بحث الخبراء عن مرشحات ملونة داخل العين التي من شأنها أن تحول الحساسية الخضراء إلى اللون الأحمر ولكن لم يعثروا على أي منها.

كان يعتقد سابقاً أنّ اللون الأحمر على ذكور باربيبس سايتيس قد يكون جزءاً مهماً من رقصات الخطوبة المتقنة لجذب الإناث المميزات.

“افترضنا أنهم كانوا يستخدمون اللون للتواصل. لكننا لم نكن نعرف ما إذا كان نظامهم البصري يسمح لهم برؤية تلك الألوان،” قال ديفيد أوتومورو، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا والآن في جامعة بيتسبرغ.

جمع علماء الأحياء العناكب في سلوفينيا للدراسة المختبرية في ألمانيا واستخدموا قياس الطيف الضوئي الدقيق في جامعة كاليفورنيا لتحديد المستقبلات الضوئية الحساسة لأطوال أو ألوان الضوء المختلفة.

لم يعثروا على أي دليل على وجود مستقبلات ضوئية حمراء، لكنهم بدلاً من ذلك حددوا بقع على العنكبوت تمتص بقوة الأطوال الموجية فوق البنفسجية لتظهر على أنها عنكبوت أخضر مشرق لعناكب القفز الأخرى.

وقال الباحثون أنّ الألوان الحمراء الزاهية للغاية بالنسبة لنا لا تبدو على الأرجح سوى علامات سوداء لعناكب القفز.

تستخدم الحيوانات الألوان بكل أنواع الطرق، بما في ذلك التمويه، لتحذير الحيوانات المفترسة المحتملة من سمّيتها، التباهي أمام الأزواج المحتملين أو تخويف المنافسين.

وقال البروفيسور مورهاوس: “لقد أمضينا الكثير من الوقت في الحديث عن هذا الموضوع. أشعر أنّ هناك قصة مثيرة للاهتمام وراء الغموض.”

وقالت سينثيا تيدور، الباحثة في جامعة هامبورغ، أنّ النتائج كانت مفاجئة.

وقالت: “لدى الذكور لون أحمر وأسود جريء على أسطح أجسامهم المواجهة للأمام والتي يعرضونها أثناء رقصات الخطوبة، بينما، تفتقر الإناث إلى اللون الأحمر تماماً.”

“في البداية اعتقدنا أنّ اللون الأحمر يلعب دوراً ما في جذب الشريك.”

“بدلاً من ذلك، وجدنا أنّ الأحمر والأسود ينظر إليهما بشكل متساو، أو ما يقرب من ذلك، من قبل هذه العناكب، وأنه إذا كان ينظر إلى الأحمر على أنه مختلف عن الأسود، فإنه ينظر إليه على أنه أخضر داكن بدلاً من أحمر.”

يعتقد الباحثون أنّ ألوان العنكبوت الحمراء والسوداء تحسن التمويه الدفاعي.

وقالت تيدور أنه بالنسبة للحيوانات المفترسة ذات الرؤية الحمراء، وعلى مسافات المشاهدة الطبيعية، يجب أن تتلاشى بقع العنكبوت الحمراء والسوداء معاً لتصبح لونا برتقالياً، أو بنياً متوسطاً، مما يساعد العنكبوت على الاندماج مع موطن فضلات الأوراق بشكل أفضل من التلوين الأسود بالكامل.
ترى العديد من عناكب القفز الملونة الأحمر جيداً، ولكن هذا الاكتشاف، بحسب مورهاوس، هو تذكير كيف يمكن للحيوانات في بعض الأحيان أن ينظروا إلى العالم بطرق مختلفة بكثير منا.

على سبيل المثال، تمتص أشعة الشمس الأشعة فوق البنفسجية بشكل جيد للغاية، لكننا لا نلاحظ أبداً لأننا لا نستطيع رؤية هذا الطيف.

وقال البروفيسور مورهاوس: “إذا أرادت الكائنات الفضائية القيام بدراسة لنا نحن البشر، قد تسأل: “لماذا يضعون على أجسادهم مادة تمتص الأشعة فوق البنفسجية عندما ذهبوا على الشاطئ؟ ليس لدينا تصور للأشعة فوق البنفسجية، لذلك ليس لدينا أي فكرة أننا نخلق هذه الألوان القوية عندما نضع واقي الشمس”.

يسلط البحث الضوء أيضاً على كيف قد نحتاج إلى التفكير في الاختلافات في رؤية الحيوانات عند تصميم عالمنا الخاص.

وتابع البروفيسور مورهاوس:” نحن بحاجة إلى النظر في عوالمهم الإدراكية للتعايش. لكنني أعتقد أيضاً أنه من الرائع بطبيعته تخيل طرقنا في حياة الحيوانات التي تختبر العالم بطريقة غريبة تماماً عنا.”

https://news.google.com/publications/CAAqBwgKMJOjlgsw9setAw?oc=3&ceid=SA:ar

أضف تعليق

السابق التالي