من الأكثر لؤمًا.. الفقراء أم الأغنياء؟

من المرجّح أن يكون الأغنياء لئيمين، على غرار شخصية “إبنيزر البخيل” في رواية تشارلز ديكنز، وفقاً لدراسة جديدة وجدت أنّ أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات فقيرة هم أكثر طيبة، مثل شخصية “تيني تيم” وعائلته.

وفي خبرٍ نشره موقع “ديلي ميل”، وترجمه موقع “صوت بيروت إنترناشونا”، فإنّ تحليل البيانات المأخوذ من 46000 شخصاً في 67 دولة، بما في ذلك معلومات عن الثروة ومستويات الأخلاق والسلوك الأخلاقي، قد ساعد فريقاً من جامعة أغدر في كريستيانساند، النرويج، على اكتشافهم.

ويشير هذا البحث إلى أنّ أفلام ديزني، وكذلك الاستعارة في الأدب الكلاسيكي، تربط نقص الثروة بالمعايير الأخلاقية العليا.

في حين أنّ الرابط كان ضعيفاً نسبياً، إلا أنه كان اكتشافاً مهماً، وفقاً للباحثين، الذين قالوا إنّ الأشخاص الأكثر فقراً كانوا أكثر عرضةً للتبرع للجمعيات الخيرية والمساعدة.

وقارنوا النتائج التي توصلوا إليها لتصوير الثروة في أفلام ديزني، التي تُظهر الشخصيات الجيدة على أنها فقيرة في الأغلب.

أعطى الفريق مثال سندريلا، التي تعامَل معاملة سيئة في المنزل، ولكنها تفوز بالأمير بسبب قلبها النقي، أو حتى الأقزام السبعة الذين يعملون بجد والذين يعتنون بسنو وايت عندما تحتاج إلى مساعدة.

ومع ذلك، مع تقدم الناس في السن، يميلون إلى رؤية الأشياء على أنها ليست بهذه البساطة، ويقولون إنه في العالم الأكثر واقعية كلّ ما يفكر به الفقراء هو جني أكبر قدر ممكن من المال، وبأنّ الناس في الطبقة الوسطى وما فوق هم الطيبون.

يذهب البحث في هذا المجال في اتجاهات عديدة. تظهر بعض الدراسات ارتباطاً إيجابياً بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والأخلاق، بينما تظهر دراسات أخرى ارتباطاً سلبياً، كما يقول ستوبياس أوتربرينج، الأستاذ بجامعة أغدر.

جنباً إلى جنب مع ثلاثة زملاء من جامعة آرهوس في الدنمارك، ومع كريستيان ت.إلبك كقائد للمشروع ، قام بتحليل البيانات من أكثر من 46000 مشاركاً. “جاء المشاركون من 67 دولة مختلفة، وبالنظر إلى الأبحاث السابقة، فوجئنا بالنتيجة”، قال أوتربرينغ.

ووجد الباحثون أنّ الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، كونه من خلفية أفقر، كان مرتبطاً بشكل مباشر بالمواقف والسلوك الأخلاقي الأعلى.

إنّ الوضع الاجتماعي والاقتصادي هو مصطلح يستخدم عند الحديث عن عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء. وغالباً ما يستخدم في نفس الطريقة التي يستخدم فيها مصطلح ‘الطبقة الاجتماعية’ ولكنه مشحون سياسياً بطريقة أقل.

وتظهر نتائج الاستطلاع أنّ الأفراد الذين نشأوا في بيئات ذات موارد منخفضة لديهم هوية أخلاقية أقوى مقارنة بالآخرين. فقلد كانوا أكثر عرضة للتبرع بالمال للجمعيات الخيرية، وركزوا بشكل أكبر على التعاون، بحسب الفريق.

عند مقارنة البلدان، وجد الباحثون أنه في أولئك الذين لديهم درجة عالية من عدم المساواة الاجتماعية، كان لدى السكان هوية أخلاقية أقوى من البلدان ذات الاختلافات الصغيرة في عدم المساواة.

وكانت خيارات الإجابة على مقياس من 1 إلى 10 على صفات مثل الرعاية، عادل، طيب القلب، كريم-سخي، معاون، مساعد، فاعل خير، يعمل بجدية، صادق ولطيف. وقال أوتربرينج: “أولئك الذين يعيشون في فقر هم على الأرجح أكثر اعتماداً على الآخرين. ربما هم أيضاً أكثر حساسية لبيئتهم الاجتماعية”. وأضاف: “إذا كان الشخص الفقير يفعل شيئاً لطيفاً مع شخص آخر، فقد يكون المتلقي أكثر ميلاً إلى رد شيء ما في المقابل”.

من ناحية أخرى، قد يعتقد الأشخاص الأفضل حالاً أنهم يستطيعون إدارة أنفسهم ولا يحتاجون إلى أشخاص آخرين بنفس الطريقة، كما يعتقد الباحث.

وقال أوتربرينغ: “هذا أمر مثير للاهتمام بالنسبة لأولئك منا الذين يعيشون بشكل جيد في النرويج”، مضيفاً أنه ربما يمكن أن تلهم النتائج التي توصلوا إليها أولئك الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية واقتصادية عالية للتفكير أكثر في الأشخاص خارج دائرة أصدقائهم وعائلاتهم، والتصرف وفقاً لذلك.

ويشير الباحث إلى أنه على الرغم من وجود الارتباطات في البيانات، إلا أنها ليست قوية بشكل خاص. وهو يسميها ضعيفة، ولكنها مهمة. وقال: “وجدنا هذا الارتباط حتى عند التحكم في المتغيرات الأخرى”.

يمكننا أن نتخيل أنه حتى لو أمكن تفسير جزء صغير فقط من أخلاق الناس بناء على وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، فسيكون لذلك عواقب وخيمة عند النظر إلى العالم بأسره.

ويلاحظ أوتيربرينج أنّ الأرقام ربما تكون قد تأثرت بالوباء، وأنه ربما عزز بعض النتائج.

تعتمد دراسات أخرى من هذا النوع، أيضاً على ما يقوله المشاركون عن أنفسهم، والذي قد لا يعكس سلوك العالم الحقيقي.

https://news.google.com/publications/CAAqBwgKMJOjlgsw9setAw?oc=3&ceid=SA:ar

أضف تعليق

السابق التالي