كشفت دراسة جديدة أن قضاء فترات طويلة في الفضاء يمكن أن يؤدي إلى انكماش حجم قلب الإنسان، الأمر الذي يعتبر مقلقًا للذين يطمحون للسفر إلى القمر أو المريخ في السنوات المقبلة.
وجد الباحثون أنه حتى البرامج طويلة الأجل لممارسة التمارين منخفضة الكثافة في الفضاء ليست كافية لمكافحة آثار انخفاض الجاذبية لفترات طويلة على القلب.
ووفقا لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، فحص الباحثون بيانات رائد الفضاء المتقاعد سكوت كيلي، الذي قضى ما يقرب من العام على متن محطة الفضاء الدولية من 2015 إلى 2016، وقارنوا بياناته الصحية مع السباح المحترف ”بينوا ليكومت“، الذي سبح عبر المحيط الهادئ في عام 2018، حيث تؤدي السباحة في الماء لمدة طويلة إلى آثار مشابهة لانعدام الجاذبية في الفضاء.
ووجد الباحثون أن كلا الرجلين قد شهدا انكماشا في البطين الأيسر، وهي واحدة من الغرفتين الكبيرتين في الجزء السفلي من القلب، وذلك على الرغم من ممارستهما الرياضة.
ويبدو أن انعدام أو ضعف الجاذبية في الفضاء يجعل القلب يبذل جهدًا أقل لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، مما يسبب ضمورا في العضلة، الأمر الذي يمثل مشكلة خطيرة لرواد الفضاء والذين يطمحون للسفر إلى الفضاء والقمر والمريخ في العقود القادمة، أثناء رحلات الفضاء الطويلة، لأن انعدام الجاذبية يقلل من كثافة العظام، ويزيد من خطر الإصابة بكسور العظام، وضمور العضلات.
وقال مؤلف الدراسة البروفيسور بنجامين ليفين في المركز الطبي الجنوبي الغربي بجامعة تكساس: ”القلب يتأثر بشدة بالجاذبية أو ضعفها، وكل من تأثير الجاذبية والاستجابة التكيفية لممارسة التمارين الرياضية تلعب دورا، ولكننا فوجئنا بأنه حتى ممارسة التمارين الرياضية لا تمنع عضلة القلب من الانكماش“.
وأشار الباحثون إلى أنه مع تمديد فترات الإقامة على متن محطة الفضاء الدولية وتزايد احتمال أن يقضي البشر فترات أطول في الفضاء، بات من الضروري التوصل لفهم أفضل لآثار الجاذبية الصغرى على وظائف القلب، حيث تشكل هذه الآثار الصحية عقبة للبعثات المأهولة إلى المريخ، والتي تخطط ناسا لإطلاقها في بداية العقد القادم.
إرسال تعليق