حسم منظمو أولمبياد طوكيو ما كان متوقعا وأعلنوا اليوم فرض حظر غير مسبوق على دخول الجماهير الأجنبية، لحضور منافسات الألعاب المؤجلة من الصيف الماضي إلى يوليو المقبل، تخوفا من تفشي فيروس كورونا.
ورأى المنظمون أن “وضع كورونا حاليا في اليابان والعديد من الدول الأخرى حول العالم يمثل تحديا كبيرا وقد ظهر عدد من السلالات المختلفة، بينما لا يزال السفر الدولي مقيدا وبناء على الوضع الحالي للجائحة، من غير المرجح أن يتم ضمان دخول اليابان هذا الصيف للأشخاص من الخارج” وستقام الألعاب في الفترة بين 23 يوليو و8 أغسطس، بعد تأجيلها من الصيف الماضي، بسبب مخاوف صحية جراء تفشي كورونا.
وتابع البيان “من أجل توضيح الصورة لحاملي التذاكر الذين يعيشون في الخارج وتمكينهم من تعديل خطط سفرهم في هذه المرحلة، توصلت الأطراف من الجانب الياباني إلى استنتاج مفاده أنهم لن يكونوا قادرين على دخول اليابان في فترة الألعاب الأولمبية والبارالمبية”، مضيفا أن اللجنتين الأولمبية والبارالمبية الدولية “تحترمان وتقبلان تماما هذا القرار”.
وعندما أرجئ الحدث الكبير الذي يقام مرة كل أربع سنوات الصيف الماضي، اعتبرها المنظمون فرصة لتنظيم حدث يكون “دليل انتصار البشرية على الفيروس” وبدلا منذ ذلك، يتحوّل الأولمبياد ليكون حدثا تلفزيونيا إلى حدّ كبير بالنسبة لمعظم العالم، مع قليل من أجواء البهجة والاحتفال التي تميّز الألعاب في العادة.
وأقرّت رئيسة اللجنة المنظمة سيكو هاشيموتو بأن القرار لم يكن سهلا “أنا كنت رياضية وشرّفني أن أشارك في الألعاب الاولمبية عدة مرات ومن المخيب عدم حضور الجماهير من الخارج” لكنها أضافت “يجب أن نضمن سلامة وأمن جميع المشاركين كان قرارا لا مفرّ منه”.
وجمع لقاء اليوم مسؤولين من اللجنة الأولمبية الدولية، اللجنة البارالمبية الدولية، اللجنة المنظمة لطوكيو 2020، حكومة مدينة طوكيو والحكومة اليابانية وعقد الاجتماع عبر الفيديو تزامنا مع زلزال بقوة 7,2 درجات ضرب الساحل الشمالي الشرقي وشعر به سكان طوكيو.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولي الألماني توماس باخ في افتتاح المحادثات “تحديد أولويات مثل السلامة يعني أيضا أنه يتعين عليك احترام تلك الأولويات” وتابع “وهذا يعني أيضا أنه سيتعين علينا اتخاذ قرارات صعبة تحتاج إلى تضحيات من الجميع”.
وكانت الصحف اليابانية تتطرق منذ مطلع مارس الجاري إلى نية السلطات اليابانية حظر الجماهير الأجنبية من جهتها، قالت وزيرة الأولمبياد اليابانية تامايو ماروكاوا إن القرارات التي ستتخذ اليوم ستكون أساسية “لتخفيف القلق بشأن الألعاب داخل وخارج اليابان، حتى يثق الناس بأنها ستقام بطريقة آمنة”.
اقرأ أيضاً
وصرحت هاشيموتو قبل أيام أنه سيكون “صعبا” على عائلات اللاعبين الأجانب حضور الألعاب ولم يتم اتخاذ قرار حول عدد الجماهير المحلية التي ستكون حاضرة في المدرجات ويتوقع المنظمون اتخاذ قرار بهذا الشأن في أبريل، لكن رئيس الاولمبية قال إن القرار قد يتم دفعه إلى موعد قريب من حفل الافتتاح في 23 يوليو.
ووصفت اللجنة الأولمبية الأميركية القرار بـ”أخبار تمنينا عدم صدورها”، مضيفة في بيان أنها ستستمر في الدعوة لإتاحة الفرصة للجماهير الأميركية باختبار الألعاب شخصيا” وبصرف النظر عن القرار، لا شكّ أن حظر الجماهير الأجنبية سيساهم في جعل الألعاب حدثا مختلفا عن النسخ السابقة.
وبعد إرجاء الألعاب الصيف الماضي، أمل المنظمون والمسؤولون اليابانيون بانحسار الجائحة مع حلول ربيع العام 2021، وأعلنوا أن الحدث سيمثل ضوءا في نهاية نفق كورونا واحتفالا عقب أزمة عالمية لكن حتى مع دوران عجلة التلقيح في مختلف أنحاء العالم، يستمر كورونا في إحداث الفوضى ويبدو أن رواية المسؤولين اليابانيين بدأت تتغيّر.
وأقرّ الرئيس التنفيذي للالعاب توشيرو موتو الأسبوع الماضي في مقابلة صحافية أن وضع الفيروس في العاصمة اليابانية لا يزال “في غاية الخطورة” وتحدّث عن ألعاب تقدّم “تضامناً” في زمن صعب.
وفي المقابل، بقيت الجماهير اليابانية مشكّكة حول إقامة ألعاب آمنة، فيعارض معظمها تنظيمها مفضّلين التأجيل مرّة ثانية أو إلغاءها بالكامل لكن المنظمين والأولمبية الدولية يرفضون هذا الخيار، ووضعوا كتيبات قواعد يعتبرون أنها ستمنع انتشار الفيروس بصرف النظر عن وضع الجائحة وتشجّع الأولمبية الدولية أيضا الرياضيين على التلقيح، حتى إنها حصلت على جرعات من الصين لتأمينها لدول غير متقدمة على صعيد برامج التلقيح.
وساهم التأجيل لمدة سنة وإجراءات السلامة لمكافحة كورونا في تضخيم ميزانية الألعاب الكبيرة أصلا، لتصل إلى نحو 15 مليار دولار أميركي وتكون أغلى ألعاب أولمبية صيفية في التاريخ وقرار حظر الجماهير الأجنبية سيحدث فجوة جديدة لميزانية المنظمين، حيث تم بيع ما يقرب من 900 ألف تذكرة خارج البلاد.
Get CyberSEO Lite to pull full-text articles automatically.
إرسال تعليق