تدخل رقائق السيليكون هذه في صميم العديد من أكثر الأدوات والأجهزة تطورا في العالم، وبحسب التقرير الذي كتبه روي كيلين جونس، بدون هذه الرقائق تتوقف كافة أشكال صناعة السيارات حول العالم.
ونوه الكاتب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل الآن على تحويل هذه التكنولوجيا لتكون بمثابة سلاح رئيسي في حربها التجارية مع الصين. و"سيحدد الوصول إلى أحدث وأقوى الإصدارات من سيفوز في سباق الذكاء الاصطناعي".
وأشار الكاتب إلى وجود نقص حالي في أعداد هذه الشرائح، حيث تعاني شركات "فورد" و"جنرال موتورز" في أمريكا وشركة "هوندا" وشركة "نوي" الصينية لتصنيع السيارات جميعها تعاني من نقص شديد في هذه الشرائح، الأمر الذي اضطر جميع هذه الشركات بالإضافة إلى الكثير غيرها إلى تخفيض الإنتاج بسبب انخفاض عدد الشرائح.واعتبر الكاتب أن أسباب انخفاض عدد الشرائح يعود إلى الحجر الصحي الأخير، الذي خفض الطلب على شراء السيارات مع ازدياد الطلب على شراء الأجهزة الكهربائية.
لكن بعد ذلك، حدث انتعاش مفاجئ وغير متوقع في المبيعات، جنبا إلى جنب مع زيادة الطلب على الرقائق الإلكترونية.
لعقود، كانت شركة "Intel"، بشعارها التسويقي "Intel Inside"، الصانع الوحيد للرقائق الإلكترونية المطورة.
قوى عظمى تدخل في المنافسة
استخدام الرقائق لتخزين البيانات، وازدياد أهميتها في معالجة الرسومات (GPU)، والتي لا تقتصر فقط على جعل الألعاب تنبض بالحياة، ولكنها تلعب دورًا محوريا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. الأمر الذي جعل الكثير من القوى العظمى تدخل في هذه الصناعة، على رأسها الشركة التايوانية TSMC.
لماذا تلعب الرقائق دورا في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟
تكافح الصين والولايات المتحدة من أجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي ، لكن الكاتب يشير إلى أن الوصول إلى المعدات التي تصنع رقائق الذكاء الاصطناعي الأحدث هو سلاح رئيسي.
تقول الدكتورة بيبا مالمغرين، المستشارة السابقة للرئيس جورج بوش، إن المخاطر كبيرة جدا، وكانت هذه المخاطر في معركة تكنولوجية أخرى، هي سباق الفضاء.
تضيف مالمغرين "سباق الفضاء الحالي على المستوى الجيوسياسي هو من أجل القوة الحسابية (حساب البيانات). من يمكنه جمع معظم البيانات ومعالجة هذه البيانات بأسرع ما يمكن؟ لهذا السبب تنفق كل من الصين والولايات المتحدة، وبصراحة الاتحاد الأوروبي أيضًا، الكثير من الأموال على الكم أجهزة كمبيوتر، أجهزة كمبيوتر فائقة السرعة بشكل لا يصدق. وكل هذه الأشياء تتطلب شرائح ".
وحذرت مالمغرين من أن الأمور ليست بهذه البساطة، حيث "يتم استثمار الأموال الصينية بكثافة في تايوان (من أجل صناعة الشرائح)..أعتقد أنه إذا كنت تريد أن تسأل، هل يمكنك إخراج الدعم الصيني من الاقتصاد التايواني، الجواب هو أنه سيكون صعبًا للغاية".
هل انتهى قانون مور؟
كانت صناعة الرقائق محكومة بقانون "مور" منذ ستينيات القرن الماضي، (ابتكره غوردون مور أحد مؤسسي إنتل عام 1965. حيث لاحظ مور أن عدد الترانزستورات على شريحة المعالج يتضاعف تقريبا كل عامين في حين يبقى سعر الشريحة على حاله) الذي يتنبأ بأن قدرة أجهزة الكمبيوتر ستتضاعف كل عامين حيث يقوم المصنعون بحشو الترانزستورات الأصغر على رقاقاتهم.
تقول صوفي ويلسون، التي لعبت في الثمانينيات دورا رئيسيا في تصميم الشريحة الأكثر شهرة في العالم حتى الآن (معالج Arm): "لقد وصلنا إلى نهاية الطريق عدة مرات. وفي كل مرة نصل إلى نهاية الطريق كان هناك مخرج (لزيادة تطور الرقائق)".
المنافسة على عالم ثلاثي الأبعاد
تتنبأ ويلسون حول مستقبل صناعة الشرائح وتقول: "ما ستراه خلال السنوات القليلة المقبلة هو عمل الأشياء في ثلاثة أبعاد. لا يزال بإمكاننا زيادة الكثافة في حجم معين عن طريق بناء المزيد والمزيد من طبقات السيليكون فوق بعضها البعض. طبقات السيليكون رقيقة جدا يمكن تكديسها بمساحة صغيرة".
أشارت ويلسون إلى أن الصين ستعمل على ضخ مبالغ ضخمة في عملية البحث في مناهج جديدة بهدف تخطي الولايات المتحدة في الحقبة التالية من اقتصاد الرقائق، نظرا لعدم امتلاكها تكنولوجيا صناعة هذه الرقائق، على حد قولها.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء الماضي، أن العلاقة مع الصين بمثابة المحور الرئيسي في الخارج لإدارة الرئيس جو بايدن، قائلا إن بكين تشكل "أكبر اختبار جيوسياسي" لهذا القرن.
وفي خطاب ألقاه في وزارة الخارجية، سعى بلينكن إلى تحديد كيف ستجلب السياسة الخارجية الفوائد للعمال والعائلات الأمريكية، مضيفا أن ذلك كان مفتاحا لنهج الإدارة الجديدة، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز".
وقال بلينكن: "سنناضل من أجل كل وظيفة أمريكية ومن أجل حقوق وحماية ومصالح جميع العمال الأمريكيين".
إرسال تعليق