إقرا معنا في هذا الموضوع
قوم تبع هم جماعة من الناس كانوا يعيشون في اليمن ، وتم تسميتهم بهذا الاسم نسبة لملك القوم” تبع ” وهو كان يمتلك بلاد اليمن بجميع ما يوجد فيها من حمير ، وسبأ ، وحضر موت ، كما أنه استطاع فتح الكثير من البلاد مثل الهند ، وتذكر الكتب القديمة مدى صلاح وإيمان الملك تبع ، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن تبع ” لا تسبوا تبع فإنه كان قد أسلم ” ، وتأتي في روايات أخرى أن تبع قد تنبأ بنبينا محمد ودعى الخزرج والأوس إلى الإيمان بالصادق الأمين عند السماع عنه .
من هم قوم تبع
ذكر الله قوم تبع أكثر من مرة في كتابه العزيز ، حيث ورد ذكر تبع في سورة الدخان في قوله تعالى ” أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين .
وتم ذكر قوم تبع في سورة ق في قول الله عز وجل ” وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد ” .
وقد فسر العلماء ذكر تبع في هذين الموضوعين كالآتي :
- يقول المفسرين أن الملك تبع كان يشرك بالله سبحانه وتعالى ثم أسلم بعد ذلك ، وكان يؤمن بالله عزوجل على شريعة سيدنا موسى عليه السلام .
- وكان نبي الله محمد في حيرة في بداية الأمر من شأن هذا الرجل هل هو رجل صالح أم لا ، واستمر الأمر إلى أن انزل الله عليه الوحي وعلم أنه رجلا تقي مسلم بالله .
- ظل يطلق على أي ملك يتولى اليمن من بعد تبع ، تبع أيضا ، وقد ذكر لنا هذا الحافظ ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لقوم تبع حيث قال ” كانت حمير ، وهم سبأ ، كلما ملك فيهم رجلا سموه تبعا ” وهذا كما كان يقال على كل من يملك الفرس كسرى ، ومن يملك الروم قيصر ، ومن يملك مصر فرعون .
- وظل تبع يفتح في البلاد حتى وصل إلى سمرقند ، وقوي ملكه وعظم سلطانه وجيشه ، وكبر وتوسع ملكه وبلاده ، وكثر عدد رعاياه ، وعندما وصل تبع إلى مكة وأرد أن يهدم الكعبة المكرمة ، أصيب بمرض خطير جعله في الفراش وحجز جميع الأطباء على علاجه وشفاءه ، واستمر هذا الأمر إلا عندما تحدث إليه أحد حاشيته قائلا أن رغبته في هدم الكعبة سبب لمرضه وعلته ، وعندما انصرف تبع عن ذلك الأمر تم شفاءه من مرضه ، وقام بكساء الكعبة ببردة من اليمن ، وكان هذا الأمر في القرن الخامس الميلادي .
- ترجع تسمية الملك تبع بهذا الاسم نسبة إلى الظل ، حيث يذكر أن هذا الملك عندما كان يذهب بجنوده إلى أي مكان كانت تطلع الشمس وتظل بالمكان ، وفي روايات أخري سمي بهذا الاسم حيث كانت تتبعه جميع الملوك وبشكل خاص ملوك اليمن .
لماذا اهلك الله سبحانه وتعالى قوم تبع
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز عن هلاك قوم تبع في سورة سبأ ” لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) ” صدق الله العظيم .
لقد أخبرنا الله عز وجل عن هلاك قوم تبع ، ولكن لم يذكر الكثير من التفاصيل عن كيفية هلاكهم ، ويقول المفسرون عند تفسير الآيات السابقة أن الله أهلك هؤلاء القوم في سيل العرم ، وذلك بعد أن حذرهم بعذاب قوم فرعون دون فائدة ، وتوجد بعض التفسيرات التي توضح أن تبع لم يهلك مع قومه ، حيث كان يحذرهم ولكنهم لم يستمعوا إليه .
إرسال تعليق